صلاة الفجر فضائل ومنافع

صلاة الفجر فضائل ومنافع الحمد لله d-3elm.com

صلاة الفجر فضائل ومنافع

التضرع هي الركن العملي الأكبر في الإسلام، وهي عمود خيمته الذي لا قيام لها بدونه، وهي أجود الإجراءات لدى الله عقب التوحيد، وهي الفيصل بين الإيمان والكفر، وهي عمود الدين، وأول ما يسأل عنه العبد الآخرة، وبها يقوم عمله فإذا صلحت صلح مختلَف عمله، وإن فسدت فسدت وعموم عمله.

صلاة الفجر فضائل ومنافع

[alert color=”primary”]والمحافظة على الصلوات في أوقاتها في المساجد دليل إيمان، وعلامة إحسان، وشهادة لصاحبها عند الرحمن، {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة}(التوبة:).[/alert]

والتهاون في الصلوات عموما علامة خذلان، وسبب وعيد بالنار من العظيم الجبار {فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون}(الماعون:4، 5).
فإذا كان هذا الوعيد لمن أخر الصلوات أو بعضها عن أوقاتها، أو جمع بعضها مع بعض أو تهاون في أدائها، فكيف بمن تركها كلا، ولم يرفع لها رأسا.

صلاة الفجر فضائل ومنافع

وتضرع الغداة إحدى هذه النداءات الواجبات، وليس تتباين عن غيرها في الشأن بالمحافظة فوق منها في في في حينها وفي المسجد، غير أننا قد نجد قليل من الناس يحمي ويحفظ أغلب النداءات إلا أنه يستهتر ويستخف في دعاء الصباح فلا يحضرها في المساجد، وربما نام عنها حتى تغادر الشمس فلا يصليها سوى عقب في في حينها، أو حين يقوم مثلا للذهاب إلى الشغل أو التعليم بالمدرسة.

 صلاة الفجر فضائل ومنافع
صلاة الفجر فضائل ومنافع

ومن الملاحظ والمؤسف كذلك أن زيادة عن يتعرض لذا طائفة الشبان؛ حتى إنك تنظر لصفوف المصلين في الصباح فلا تكاد تشاهد شابا، وإنما لا تجد سوى من الكهول والعجائز. حتى صار التخلف عنها خاصية ظاهرة تتطلب أن ينوه أعلاها، إخطارا لفضيلتها، وتحذيرا من تركها والتغافل عنها.

فوائد ومنافع وفضائل 

إن الله تعالى اختص صلاة الفجر بمكانة عظيمة من بين الصلوات، فجعل لها زيادة أجر، وكبير فضل، وعظيم مثوبة فاقت فيها بقية الصلوات؛ ذلك لمشقتها على النفوس، فهي تأتي في ظلمة الليل، وفي وقت الراحة والنوم، فكان هجر الفراش خصوصا في ليالي برد الشتاء القارس، وترك النوم خصوصا مع التعب، والاستجابة لداعي الفلاح “الصلاة خير من النوم” ما يجعلها سبب التمايز بين العباد، والامتحان الصعب الذي يختبر به الإيمان، من نجح في هذا الامتحان حاز على الجوائز العظيمة في الدنيا والآخرة، والتي منها:

النور التام يوم القيامة: فجزاهم الله بمشيهم في الظلام إلى الصلاة بنور يجدونه يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: [بشر المشائين بالظلم (أي بالظلام) بالنور التام يوم القيامة]. 

حفظ الله له: فمن صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله لقوله صلى الله عليه وسلم “من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله” (يعني في حفظه وحمايته وعهده).

شهادة الملائكة له عند الله: يقول صلى الله عليه وسلم: [يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ـ وهو أعلم بهم ـ كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون](متفق عليه). فالذي يحافظ على صلاة الفجر تشهد له الملائكة يوميا عند الله عزوجل، وما أجملها وأجلها من شهادة.

صلاة الفجر فضائل ومنافع

شهود قرآن الفجر المشهود: كما قال سبحانه {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}(الإسراء:78)، قال المفسرون في معناها: “أن ما تقرأ به في صلاة الفجر من القرآن الكريم يكون مشهودا؛ أي أن ملائكة الليل والنهار يشهدونها، فظهرت لها الخصوصية والفضل”.

صلاة الفجر فضائل ومنافع

سبيل لدخول الجنة: إن أداء صلاة الفجر في جماعة في وقتها مع أداء صلاة العصر في وقتها من أسباب دخول الجنة؛ لأن المصطفى عليه الصلاة والسلام يقول: [من صلى البردين دخل الجنة](متفق عليه)، والبردان الصبح والعصر. وفي صحيح مسلم: [لن يلج النار أحدٌ صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها].. والمراد بهذا صلاة الفجر وصلاة العصر.

من أسباب النظر إلى وجه الله الكريم في الجنة: قال صلى الله عليه وسلم: [إنِّكم سترون ربَّكم كمَا ترون هذا القَمرَ لا تُضامونَ في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشَّمسِ وقبلَ غروبها فافعلُوا ثم قرأ: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب}(متفق عليه).

صلاة الفجر فضائل ومنافع

حصول الثواب الكبير: ففي الحديث: [ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها]، قال بعض العلماء: هما سنة الفجر.. فإذا كان هذا أجر السنة فكيف بأجر الفريضة وهي أحب إلى الله؟ كما في الحديث القدسي: [وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه].

أجر قيام الليل: فمن نعمة الله على أهل الفجر أن الله يكتب لهم بحضورهم إلى الفجر مع العشاء أجر قيام الليل، كما في صحيح مسلم عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو: [من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله].. وكلام العلماء يفهم منه أن صلاة العشاء في جماعة تعدل نصف ليلة، والفجر تعدل نصف ليلة، فيكون مصليهما كمن قام الليل كله.

صلاة الفجر فضائل ومنافع

براءة من النفاق: صلاة الفجر في الجماعة علامة الإيمان ومحبة الرحمن وبراءة من النفاق؛ فإن العبد إذا قام من نومه في منتصف ليله، وترك فراشه، وقام فتوضأ وخرج من بيته إلى المسجد على ما في كل ذلك من المشقة فإنما يدل على أن محبوب الله أحب إليه من محبوب نفسه، وأنه إنما فعل ذلك طاعة لله وابتغاء رضا مولاه، وإيثارا لما عند الله،

بخلاف المنافق الذي يتحين الفرص للفرار من العبادة، وقد روى البخاري ومسلم عن أَبِي هُرَيْرَةَ أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: [إِنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا](لفظ مسلم).. قال الإمام ابن حجر: “وَإِنَّمَا كَانَتْ الْعِشَاء وَالْفَجْر أَثْقَلَ عَلَيْهِمْ مِنْ غَيْرهمَا لِقُوَّةِ الدَّاعِي إِلَى تَرْكِهِمَا، لِأَنَّ الْعِشَاء وَقْت السُّكُون وَالرَّاحَة وَالصُّبْح وَقْت لَذَّة النَّوْم”.. اهـ.
وقد كان السلف رحمهم الله إذا فقدوا الرجل في صلاة الفجر أساءوا به الظن.

إن أداء صلاة الفجر في وقتها يزيد النشاط ويريح النفس، ويبعد عن الإنسان الضيق والاكتئاب والكسل. وقد جاء في الحديث الصحيح: [يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ مَكَانَهَا: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّهَا، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ](متفق عليه). ولذلك فإن أهل الفجر وجوههم مسفرة، وجباههم مشرقة، ونفوسهم طيبة، وأعمالهم زاكية، وأوقاتهم مباركة.

صلاة الفجر فضائل ومنافع


وإن من فوائد صلاة الفجر أيضا: أن تكون بداية اليوم بالطاعة، والمساعدة على تنظيم الوقت، وتحصيل بركة البكور، وهو وقت الحفظ لطلبة العلم، وكذلك المزايا الصحية في استنشاق هواء الفجر النقي المفعم بالأكسجين، وغير ذلك من المنافع.

صلاة الفجر فضائل ومنافع

فنصيحتي لك أخي الشاب أن تلحق بهذه الفئة الطيبة بالحرص على هذه الصلاة المباركة، والحذر من إضاعتها والنوم عنها، فإن الله قد حذر من كان هذا ديدنه فقال: {فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا}(مريم:).
قال العلماء ليس معنى أضاعوها: تركوها. ولكن أخروها عن أوقاتها.

معينات على صلاة الفجر:
فإذا أردت أن تزكي نفسك، وتطهر قلبك، وتتغلب على شيطانك، وتلحق بهذا الركب المبارك وتكون من أهل الفجر، فخذ بأسباب ذلك، والتي من أهمها:
صدق الرغبة: فإن الله إذا علم من قلبك صدق الرغبة في الاستيقاظ لها أيقظك، فإن فاتك يوم أثابك على نيتك فإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى.

صلاة الفجر فضائل ومنافع

ترك السهر: فالنوم المبكر من أهم أسباب الاستيقاظ للفجر، فدع السهر أمام الشاشات والأفلام أو مع الجوال أو مع الأصدقاء، واترك كل سهر لا يفيد، واخلد لنومك مبكرا، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن السمر بعد العشاء، يعني في غير مصلحة.

صلاة الفجر فضائل ومنافع

ترك الذنوب: خصوصا ذنوب الخلوات، وذنوب النظر المحرم، فكم من إنسان حرم الطاعة بسبب الذنوب.

احرص على الأسباب المساعدة: كالنوم على وضوء، وكثرة الاستغفار، وضبط المؤقت والمنبه، ووصية بعض الأهل أو الجيران أو الأصدقاء بإيقاظك.

وأخيرا عليك بالدعاء والإلحاح على الله؛ فإنه علامة صدق ودليل توفيق، وسبيل لتحقيق المراد {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم}(سورة غافر). {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}(سورة العنكبوت).
أسأل الله لي ولك التوفيق ولجميع المسلمين.

صلاة الفجر فضائل ومنافع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back To Top