دعاء المطر مستجاب
نعاصر في الوقت الحالي سقوط الأمطار الغزيرة على جميع أنحاء الجمهورية، ولعل دعاء المطر “The Rain Prayer” من أفضل اللحظات للدعاء المستجاب، وسقوط الأمطار من نعم الله سبحانه وتعالى على الخلق فهي تبشر بالخير والرزق، ووجب الدعاء وقت المطر على المسلمين حتى وإن لم يكن هناك أدعية بعينها للشخص، فليدعوا للممسلمين والمسلمات والأحياء والأموات، وإليكم دعاء المطر المستجاب.
دعاء المطر مستجاب
من أبرز السنن النبوية خلال وقت سقوط الأمطار كثرة الإستغفار ولجوء العبد لربه جل جلاله وترديد دعاء المطر، فينظر الله للعباد نظرة رحمة ويمطر عليهم من سحائب رحمته، ومن أفضل نصوص الإستغفار:
سيد الإستغفار: “اللَّهمَّ أنتَ ربِّي وأنا عبدُكَ لا إلهَ إلَّا أنتَ خلَقْتَني وأنا عبدُكَ أصبَحْتُ على عهدِكَ ووَعْدِكَ ما استطَعْتُ أعوذُ بكَ مِن شرِّ ما صنَعْتُ وأبوءُ لكَ بنعمتِكَ علَيَّ وأبوءُ لكَ بذُنوبي فاغفِرْ لي إنَّه لا يغفِرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ”
فالدعاء والإستغفار من الأفعال المستحبة عند سقوط المطر، وأفضل دعاء المطر، والذي يدعو به العبد الفقير إلى الله حتى يرزق الله العباد خير المطر ويكفيهم شره وما حُمِّلَ به:
“اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا، اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا، اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك، اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به”
دعاء المطر والرعد
وعند سماع صوت الرعد فقد قيل عن النبي صلّى الله عليهِ وسلّم أنه وعيد من الله للعباد، وتحذير وتذكرة بجلالة الملك الواحد القهار جلّ علاه، ويظهر ذلك في حديث النبي صلّى الله عليهِ وسلّم:
“عن عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيرِ أنَّ النبي صلّى الله عليهِ وسلّم كان إذا سمِعَ الرَّعدَ تركَ الحديثَ وقال : سبحان الَّذي { يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ } [ الرعد : 13 ] ثمَّ يقولُ : إنَّ هذا لوعيدٌ شديدٌ لأهلِ الأرضِ
وفي حديث النبي صلّى الله عليهِ وسلّم عندما شكا له الناس قلة المطر وجفاف البساتين وجفاف المحاصيل، فما كان من النبي إلا أنه دعا الناس ليقيموا صلاة الغيث وأن يستمروا بالدعاء لله عز وجل ليرفع عنهم البلاء وينزل الغيث، وذكر خلالها دعاء الغيث والمطر:
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فقد شكا النَّاسُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَحْطَ المطَرِ فأمَر بالمِنبَرِ فوُضِع له في المُصلَّى ووعَد النَّاسَ يومًا يخرُجونَ فيه قالت عائشةُ : فخرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ بدَأ حاجبُ الشَّمسِ فقعَد على المِنبَرِ فحمِد اللهَ وأثنى عليه ثمَّ قال : ( إنَّكم شكَوْتُم جَدْبَ جِنانِكم واحتباسَ المطَرِ عن إبَّانِ زمانِه عنكم وقد أمَركم اللهُ أنْ تدعُوه ووعَدكم أنْ يستجيبَ لكم ثمَّ قال :
(الحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ، الرَّحمنِ الرَّحيمِ مالِكِ يومِ الدَّينِ، لا إلهَ إلَّا أنتَ تفعَلُ ما تُريدُ، اللَّهمَّ أنتَ اللهُ لا إلهَ إلَّا أنتَ الغَنيُّ ونحنُ الفُقَراءُ، أنزِلْ علينا الغيثَ واجعَلْ ما أنزلْتَ لنا قوَّةً وبَلاغًا إلى حينٍ)
ثمَّ رفَع يدَيْهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى رأَيْنا بياضَ إِبْطَيْهِ ثمَّ حوَّل إلى النَّاسِ ظَهرَه وقلَب أو حوَّل رِداءَه وهو رافعٌ يدَيْهِ ثمَّ أقبَل على النَّاسِ ونزَل فصلَّى ركعتَيْنِ فأنشَأ اللهُ سَحابًا فرعَدَتْ وأبرَقَتْ وأمطَرَتْ بإذنِ اللهِ فلَمْ يلبَثْ في مسجِدِه حتَّى سالتِ السُّيولُ فلمَّا رأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَثَقَ الثِّيابِ على النَّاسِ ضحِك حتَّى بدَتْ نواجِذُه وقال:
(أشهَدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ وأنِّي عبدُ اللهِ ورسولُه)
دعاء المطر للميت
ولعلنا لا ننسى من هم يرقدون تحت التراب لا حول لهم ولا قوة من دعاء المطر، وقد إنقطعت عنهم الأعمال من الدنيا، وليس لهم سوا الدعاء من الأحياء بالرحمة والمغفرة وأن يقيهم الله سبحانه وتعالى من عذاب القبر وعذاب النار، وليعم الخير على الأحياء والأموات وتتنزل رحمة الله بالعباد طالما ما زالوا يتراحمون فيما بينهم ولا ينسون حيّهم وميتهم، فإليكم أفضل دعاء المطر للميت:
- “اللهم كما أمطرت علينا من خيرك أمطر على قبور من رحلوا من سحائب رحمتك واجعل لهم في كل قطرة مطر راحة ومغفره يا رب العالمين.”
- “اللهم إغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وحاضرنا وغائبنا، وإرحمهم برحمتك التي وسعت كل شيء.”
- “اللهم لنا في القبور أحبةً فارقونا بالجسد ولم تفارقنا أرواحهم وأصوات ضحكاتهم، فاللهم أنزل عليهم من سحائب رحمتك رحمة تتوسع بها قبورهم وتصبح لهم روضةً من رياض الجنة.”
- “اللهم إغفر لمن سبقونا إليك، فهم الفقراء إليك وأنت الغني عن عذابهم، اللهم ربي إنظر لهم بنظرة رحمة تغفر بها ذنوبها وتخفف عنهم العذاب، وإجعلنا وإياهم في الجنة متقابلين، فرحين برؤية وجهك الكريم.”
دعاء المطر والرياح
عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ، قالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ ما فِيهَا، وَخَيْرَ ما أُرْسِلَتْ به، وَأَعُوذُ بكَ مِن شَرِّهَا، وَشَرِّ ما فِيهَا، وَشَرِّ ما أُرْسِلَتْ به، قالَتْ: وإذَا تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ، تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَخَرَجَ وَدَخَلَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ، سُرِّيَ عنْه، فَعَرَفْتُ ذلكَ في وَجْهِهِ، قالَتْ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ، فَقالَ: لَعَلَّهُ، يا عَائِشَةُ كما قالَ قَوْمُ عَادٍ: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالوا هذا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا}[الأحقاف:24].
فقد كان النبي صلى الله عليهِ وسلّم دائم الدعاء لله بالرزق بخير ما أُرسلت به الرياح، وكان يتعوذ بالله من شرها وشر ما أُرسلت به من أمراض منقولة ومعدية وأتربة تصيب بالمرض.
أما عن المطر، فكان النبي يوصي بملازمة الإستغفار ودعاء العبد لله بما تشتهيه نفسه، فالدعاء عند المطر من الأدعية المستجابة.